Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

آخر موضوعاتنا

latest

قصة من أغرب ما يمكن أن تقرأ في الرزق‎

قصة من أغرب ما يمكن أن تقرأ في الرزق ‎ قصة من أغرب ما يمكن أن تقرأ في الرزق ‎ ، والقصة عجيبة في اليقين بالله عز وجل ينقلها ابن الجوزي في ...

قصة من أغرب ما يمكن أن تقرأ في الرزق

قصة من أغرب ما يمكن أن تقرأ في الرزق، والقصة عجيبة في اليقين بالله عز وجل ينقلها ابن الجوزي في كتابه المنتظم في تاريخ الملوك والأمم و ينسبها لقول وهب بن منبه وهو تابعي جليل (34 هـ - 114 هـ) ، له معرفة بكتب الأوائل وإخباري قصصى يُعد أقدم من كتب في الإسلام ويحدث عن بني إسرائيل فيؤخذ منهم ما يتوافق مع عقيدة أهل الإسلام ولا يحكم بصدق كلامهم على الدوام ولا بكذبه، ونذكرها على موقع الأسرة العربية.



قصة من أغرب ما يمكن أن تقرأ في الرزق

وتبدأ القصة بأنه كان في بني إسرائيل رجل عابد " فلبث سبعًا لم يطعم هو وعياله شيئًا‏."، وسبحان الله فليست الدنيا غاية طلب العباد إذ لا يشترط ان تكون السيادة فيها لمن أطاع ربه فالجزاء عند الله في الآخرة وليس في الدنيا، وجملة فلبث سبعًا لم يطعم هو وعياله شيئًا‏ أي لا يجد ما يشبع به بطونهم ولا ينفق عليهم فما عندهم من باقي الطعام لا يكفيهم ولا يشبعهم.

"فقالت له امرأته‏:‏ لو خرجت وطلبت لنا شيئًا‏"، فطلبت منه زوجته أن يذهب للسعي والرزق لكي يطعم أطفاله، فخرج يطلب رزق الله دون كسل ولا تواكل، فخرج فوقف مع العمال فاستؤجر العمال وصرف اللّه عنه الرزقأي أنه وقف مع العمال يطلبهم الناس ويعمل عندهم بالأجرة ولكن لحكمة يعلمها الله اختار الناس العمال الذين معه ولم يختره أحد، وكان عليه أن يرجع لزوجته ولأولاده خالي الوفاض.

فوجد نفسه فارغا باقي اليوم فقرر أن يخصصه لعبادة ربه فهو قد خرج للعمل والسعي الحلال ليطعم أولاده فلم يوفق، فقال‏:‏ والله لأعملنّ اليوم مع ربي فجاء إلى ساحل البحر فاغتسل وما زال راكعًا وساجدًا حتى إذا أمسى أتى أهله، فذهب إلى شاطئ البحر واغتسل وظل يتعبد حتى انتهى به اليوم وعاد إلى بيته وهو يحمل هم أطفاله.

فاستقبلته زوجنه فلم تجد معه شيئا، فقالت له امرأته‏:‏ ماذا صنعت؟ فلم يستطع أن يخبرها الخبر ولكنه ورى في الكلام فقال‏:‏ قد عملتَ مع أستاذي وقد وعدني أن يعطيني، أي ان صاحب العمل وسماه أستاذي كما يقول أهل الشام " معلمي" أي وعدني معلمي أن يعطيني أجري مجمعا.

وفي اليوم التالي ذهب إلى نفس المكان وحدث معه مثلما حدث في اليوم الأول، ثم غدا إلى السوق فوقف مع العمال فاستؤجر العمال وصرف الله عنه الرزق ولم يستأجره أحد، وذهب ليتعبد كما حدث في اليوم الأول أيضا، فقال‏:‏ والله لأعملن اليوم مع ربي فجاء إلى ساحل البحر فاغتسل وما زال راكعًا وساجدًا حتى إذا أمسى أقبل إلى منزله.

فاستقبلته زوجته فلم تجد في يده شيئا وكانت تأمل أن يأتي بأجرة اليومين لتنفق على أطفالها ما يقيهم من الجوع، فقالتَ له امرأته‏:‏ ماذا صنعت، فلم يجد ردا غير انه قال لها: قال‏:‏ إن أستاذي قد وعدني أن يجمع لي أجري فخاصمته امرأته وبرزت عليه فلبث يتقلب ظهرًا لبطن وبطنًا لظهر وصبيانه يتضاغون جوعًا، فبات بليلة سيئة فزوجته تغيرت عليه وأولاده يأكلهم الجوع وهو ليس بيده شئ.

ثم خرج في اليوم الثالث متوكلا على الله طالبا منه رزقه ورزق زوجته وأطفاله لكنه ذهب إلى السوق فلم يحدث تغيير في الموقف، ثم غدا إلى السوق فاستؤجر العمال وصرف عنه الرزق ولم يستأجره أحد، ورغم ذلك لم يغير فعله فلازال يقينه في مولاه لا يفارقه وسعيه لإرضاء ربه كبير لا يصرفه عنه صارف، فقال‏:‏ والله لأعملن مع ربي فجاء إلى ساحل البحر فاغتسل وما زال راكعًا وساجدًا .

حتى إذا غربت الشمس فكر داخل نفسه كثيرا ، حتى إذا أمسى قال‏:‏ أين أمضي تركت أقوامًا يتضاغون جوعًا؟، ثم قرر العودة لبيته على مضض وهو قلق كثيرا مما سيحدث ومنظر أطفاله يتلوون من الجوع ماثل أمامه، وهو يفكر فيهم وما يمكن أن يقوله لهم ولامهم فهو في نظره الأب المقصر المفرط وفي نظر غيرهم الرجل الكسول.

ثم تحمل على جهد منه، واقترب من بيته فرأى عجبا، فلما قرب من داره سمع ضحكًا وسرورًا وسمع رائحة قديد ورائحة شواء فأخذ على بصره وقال‏:‏ أنائم أنا أم يقظان تركت أقوامًا يتضاغون جوعًا و أشم رائحة قديد ورائحة شواء وأسمع ضحكًا وسرورًا.

ولكنه دنا من الباب فطرق الباب فخرجت امرأته حاسرة وقد حسرت عن ذراعيها وهي تضحك في وجهه ثم قالت‏:‏ يا فلان قد جاءنا رسول أستاذك بدنانير ودراهم وكساء وودك ودقيق وقال‏:‏ إذا جاء فلان فأقرئوه السلام وقولوا له‏:‏ إن أستاذك يقول لك‏:‏ رأيت عملك فرضيته فإن أنت زدتني في العمل زدتك في الأجرة‏.‏

أي أن معلمك يقول لك أنه يفرح بعملك ويرضى عن أدائك ويعطيك أجرك حتى لا تيأس منه وفرحت الزوجة بزوجها وهي لا تدري ولا هو أيضا يدرى طبيعة من جاء بالمال له وقال انه رسول خاص من أستاذه

فلا شك أنه أغلق على نفسه الباب وبكى شكرا لله الذي يعطي بحكمة ويمنع لقضاء ويجب على كل عباده أن يعاملوه باليقين، فهذا العابد ظل يخرج كل يوم لطلب الرزق ولا يوفق فهل هذا عيب فيه أم قدر من الله يرضى به ولا ييأس من رحمة ربه

 وهل يكف عن العبادة لله لأجل رزق قد يضيق أحيانا بلا سبب مع طاعته ويفتح احيانا بلا سبب لبعض الناس بالرغم من معصيتهم، إنها حكمة الله الحكيم، فثواب الطاعة وعقوبة المعصية في الآخرة وليست في الدنيا، فالدنيا بكل ما فيها دار اختبار وليست دار جزاء

 

المنتظم في التاريخ الجزء الثاني.

يحيي البوليني 

ليست هناك تعليقات