من اول من صام في الدين الاسلامي؟

  من اول من صام في الدين الاسلامي؟ من اول من صام في الدين الاسلامي؟ ومن أول من نزل عليه التشريع من الله بالصيام؟، فالله عز وجل حينما أمر الم...

 من اول من صام في الدين الاسلامي؟

من اول من صام في الدين الاسلامي؟ ومن أول من نزل عليه التشريع من الله بالصيام؟، فالله عز وجل حينما أمر المسلمين بالصيام قال لهم في القرآن " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" سورة البقرة (183)، فدل ذلك على أن الصيام كان عبادة مفروضة على الأمم قبل هذه الأمة، وقبل وجود سيدنا محمد.

من اول من صام في الدين الاسلامي؟

أصول العبادات واحدة بين الشرائع فالعبادات منذ ايا ادم عليه السلام وفيها الصلاة والصيام والزكاة والحج وفيها تحريم الشرك بالله وشرب الخمر والزنا وغيره فلا تختلف في أصولها عن بعضها وإنما يكون الخلاف في الكيفية والمقادير فقط لا غير، لأن الإله الواحد سبحانه قد فرض أمورا وحددها لترضيه ووضع للناس حدودا لا يتعدونها ومن هنا كان الصيام موجودا في الأمم السابقة.

الإسلام دين الله من بداية الخليقة إلى نهايتها.

ذكر الله سبحانه في كتابه ان الإسلام هو اسم لدين الله في كل زمان أو مكان فقال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ} [آل عمران: 19]، وقال أيضا : {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ *} [آل عمران: 85].

فهو الاسم العام لدين الله حتى مع وجود الأنبياء الذي سميت شرائعهم بالحنيفية أو اليهودية أو النصرانية فإنها في حقيقتها هي الإسلام وهذا ما أعلنه كل الأنبياء وذكره الله لنا.

·       فقال الله عن كل الأنبياء لفظ الإسلام فقال " كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ {النحل:81}

·       وقالها عن نوح عليه السلام حين أخبر الله على لسانه : {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [يونس :72].

·       وقالها عن إبراهيم عليه السلام فقال: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ *} [البقرة :131]

·        وهو الذي وصف هذه الأمة بهذا الوصف فقال سبحانه " وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)

·       ونفى الله عن إبراهيم ان يكون اسم ديانته اليهودية ولا النصرانية فقال " مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)

·       وقالها في وصية إبراهيم ويعقوب لأبنائهما بها فقال وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {البقرة:131-132}.

·       وأخذ يعقوب العهد بها من أبنائه فقال الله " أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)

·       وقالها موسى عليه السلام: {يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ } [يونس :84]. فديانته كانت الإسلام

·       وقالها عن حواريي المسيح عليه السلام: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا واشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ *} [المائدة :111].

·       وقالتها ملكة سبأ يوم ايمانها بالله فقالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *} [النمل :44].

·        وأخبر سبحانه وتعالى عن الأنبياء الذين تقدموا: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا} [المائدة :44].

 ولهذا نفى الله أن ينسب إبراهيم لليهودية أو النصرانية ولكنه نسب للإسلام فقال تعالى: {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ *} [البقرة :140].

أول من صام في الدين الاسلامي

فكان مما ذكره الإمام السيوطي في كتابه "الوسائل إلى معرفة الأوائل" أن أول ن صام من المسلمين في دين الله كان نبي الله وأبو البشر سيدنا آدم عليه السلام، وكان التشريع لديه أن الصيام كان  ثلاثة أيام في كل شهر أخرجه الخطيب في (أماليه) وابن عساكر عن ابن مسعود مرفوعاً.

وذكر ابن أبي حاتم عن الضحاك قوله :" الصوم الأول صامه نوح فمن دونه حتى صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكان صومه في كل شهر ثلاثة أيام إلى العشاء،  وهكذا صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه". وذلك قبل نزول تشريع الصيام في شهر رمضان الذي جعله الله من أركان الإسلام فجعل صيام أيامه فرضا وقيام ليله تطوعا.

يحيي البوليني