Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

آخر موضوعاتنا

latest

من هو النبي الذي صام عن الكلام؟

من هو النبي الذي صام عن الكلام؟   من هو النبي الذي صام عن الكلام؟ الصيام عن الكلام تعبدا لله كعمل يأخذ الإنسان عليه حسنات لم يكن في شرع أم...

من هو النبي الذي صام عن الكلام؟

 من هو النبي الذي صام عن الكلام؟ الصيام عن الكلام تعبدا لله كعمل يأخذ الإنسان عليه حسنات لم يكن في شرع أمة محمد صلى الله عليه وسلم بل كان من شرع الأمم السابقة الذي نزل على أنبيائهم، ولذلك ينبغي معرفة أن النبي الذي صام عن الكلام لو يكن سيدنا محمد اذ ليس في الإسلام بشريعة محمد صوم عن الكلم تعبد، ونعرض تفاصيل عن الموضوع على موقع الأسرة العربية.



 من هو النبي الذي صام عن الكلام؟

شرع الله الصيام على هذه الأمة وعلى الذين من قبلها كما قال سبحانه " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)، والصيام هو الامتناع عن المفطرات من الطعام والشراب والنكاح من طلوع الفجر إلى غياب الشمس، ليلغي ذلك النوع من الصيام الذي كانت تتعبد به الأمم السابقة وهو الصيام عن الكلام.

فقد كانت أمم سابقة تصوم لله عن الكلام وكانت عبادة تؤجر عليها فقالت مريم عليها السلام حين ولدت نبي الله عيسى عليه السلام وخشيت من مواجهة قومها قيل لها من تحتها " فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26)"، فالنذر أحد صيغ العبادات فوفت بنذرها وخرجت على قومها ولم تفتح لسانها.

وعندما خرجت بابنها عليهم رأوا الطفل على يديها  فقالوا لها " فأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)" ولكنها لم ترد عليهم وفاء بنذرها والتزاما بأمر الله الذي وصل إليها وتعجبوا لأنها لا ترد عليهم وتشير فقط إلى الصبي.

فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29)" فعندما أشارت إلى الطفل زاد عجبهم إذ كيف نتحدث مع طفل رضيع ولم يدر بخلدهم أنهم أمام الرسول الكريم عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، فتكلم عيسى عليه السلام ليبرأ أمه من أي شبهة دنس تصيبها فهي الطاهرة البتول، فقال:

قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) فألجموا جميعا وعلموا أنهم أمام معجزة من الله ولم يستطيعوا تكذيبها.

سيدنا زكريا عليه السلام أول نبي صام عن الكلام

ولم تكن السيدة مريم العذراء هي أول من نذر للرحمن صوما فقد سبقها سيدنا زكريا حين دعا ربه أن يرزقه بالولد الذي يرثه لا في ميراث الأرض من المال والضياع كما يحرص الناس بل يرثه في دينه ويرث الرسالة للناس وهي اعظم الأعمال .

فزكريا الذي بلغ المشيب وانحنى ظهره واشتعل رأسه شيبا لا يزال يفكر في وريث له في الدين، انه لا يشغله الموت بل تشغله الرسالة لأنه يعلم تكذيب قومه له، وكان طول الوقت يفكر في الولد، وكانت لديه مشكلة أخرى في مسألة الإنجاب وهي أن امرأته كانت عاقرا لا تلد في صباها فكيف بها في الزمن الآخر.

ولكن حدث ذات يوم أمر هيج عليه شجونه، إذ دخل على السيدة مريم المحراب وكانت منقطعة في للعبادة لا يدخل عليها أحد إلا من رباها وكفلها وهو سيدنا زكريا، فوجد عندها رزقا غريبا، وجد عندها فاكهة من غير فاكهة الموسم ولم تكن هناك ثلاجات لحفظه ولا صوبة زراعية لزراعة الشئ في غير أوانه فتعجب غاية العجب.

فسأل السيدة مريم من أين لك هذه الزروع والمحاصيل فغرابتها ليست في أنها كيف وصلت إليك وأنت لا يدخل عليك أحد، بل الأغرب من أين جاءتك وهي غير موجودة في دنيا الناس، فأخبرت السيدة مريم سيدنا زكريا أن الله هو من أرسلها إليها، فنظر في نفسه مفكرا ومستغرقا في التفكير.

فالله القادر على كل شئ قد أتى للسيدة مريم بكرامة خاصة بها وهي أن يرزقها ويكتب لها الشئ في غير أوانه فهو القادر سبحانه وإنما كل الأمر لديه أن يقول له: " كن فيكون"، فعندما رأي الكرامة والآية أمامه وان العلم بالشئ والإيمان به عظيم ولكن رؤيته تتحقق أمامك شئ آخر.

فقال الله "فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)، فعندما تيقن أن كل شئ بأمر الله القادر دعا ربه وهو موقن بالإجابة.

هنالك، وما أدراك ما هنالك، عندما يصل يقينك بقدرة الله لدرجة الرؤية العينية هنالك ادع ربك موقنا بقدرته " هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)، فاستجاب الله له.

وقام زكريا للصلاة في المحراب، انه لم يدع الله ويترك القضية وينام عنها بل يدعو الله ويزيد في طاعاته ويصلي في محرابه فجاءته الملائكة لتبشره فوجدته في محرابه يصلي لربه فقال سبحانه " فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39).

فبشروه بيحيي باستجابة دعائه بالولد ونزل باسمه الذي أطلق عليه من الله، وبصفات فيه تجعله طائعا لله قانتا له، وبشرته الملائكة أيضا أنه وقبل نزوله للارض كتبه الله في الصالحين فقال الله : " فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39).

وسيدنا زكريا من فرحته لا يكاد يصدق الخبر، رجل شيخ في سنه الطاعن وامرأة عاقر ويرزقهما الله الولد الذي يتمنيانه ويكتبه من الصالحين فقال للملائكة " قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40)، فأخبرته الملائكة أن الأمر قد جاءه ليس بحكمة وبقدرة البشر المحدودة ولكنها بقدرة الله غير المحدودة بحد، فالله يفعل ما يشاء لا راد لأمره ولا معقب لحكمه.

فسأل سيدنا زكريا الملائكة عن الأمارة، عن علامة الحمل كيف يعرف أن زوجته قد حملت بمولودها؟ وطلب من ربه أن تكون له علامة يعرف بها أن الحمل قد تم، فأخبرته الملائكة ان العلامة حين يمسك لسانه عن الكلام يعرف حينها أن الحمل تحقق.

فقال " قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)، فكانت آيته أن يسكت ثلاثة أيام متتالية ولا يتكلم مع الناس إلا بالرموز والإشارات، فقام شاكرا ربه وطلب من قومه بالإشارة  أن يكثروا من حمد الله وشكره وتسبيحه.

 بقلم يحيي البوليني 

 

 

 

 

 

 

 


ليست هناك تعليقات