قصة الضحية الرابعة الجزء الأول للكاتبة مها سيد عبد الرحمن "تقرير الطب الشرعي للجثه التالته وصل يا فندم!". قالها الرائد شريف ...
قصة الضحية الرابعة الجزء الأول
للكاتبة مها سيد عبد الرحمن
"تقرير الطب الشرعي للجثه التالته وصل يا فندم!".
قالها الرائد شريف في حماسٍ بالغ، وهو يضع التقرير على مكتب المقدم فارس أدهم أحد أكفأ رجال المباحث الجنائيه والذي كان في انتظار التقرير على أحرّ من الجمر، نفث دخان سيجارته قبل أن يدهسها بقدمه وهو يستعد بكل حواسه لقراءة التقرير وعينيه تلتهم الكلمات في نهم، حتى وصل إلى سبب الوفاة:
- " سكته قلبيه ناتجه عن انهيار الدوره الدمويه المتسبب فيه قطع شريان اليد بآله حاده، مما تسبب في نزيف حاد أفضى إلى الوفاة".
زفر زفرةً حارقه وامتعض قائلاً:
- "نفس سبب الوفاة للجثتين التانيين! وأداة الجريمه عليها بصمات القتيل، عشان يبان إنه انتحار مع إني متأكد إنها جريمة قتل!!!".
ثم غضّن حاجبيه ونظر إلى الرائد شريف قائلاً:
- " إتأكدت من نتيجة مسح بصمات شقة القتيل؟!"
أجابه الرائد شريف مسرعاً:
- "طبعاً يا فندم إتأكدت بنفسي مفيش أي بصمات غير بصمات القتيل وأسرته!".
ضرب المقدم فارس بقبضته على المكتب في عصبيه وقال بانفعال:
- " لازم يكون في دليل مش ممكن التلاته هينتحروا بنفس الطريقه من غير أي أسباب ولا دوافع وفي نفس الإسبوع! لازم أوصل لطرف الخيط قبل ما القضيه تتقفل!".
ثم أمسك بصورة الجثه الثالثه يقارنها بالجثتين الأخريين ويتأمل طريقه قطع الشريان والتي لا يمكن أن تكون مصادفه على الإطلاق فقد كانت على شكل حرف "Z"!، ثم أردف في عصبيه:
- " اسمعني كويس يا شريف، عاوزك تعملي تحريات دقيقه جداً عن المتوفيين التلاته، لازم يكون في أي حاجه بتربطهم ببعض!".
- " للأسف يافندم أسرهم أكدوا إنهم ميعرفوش بعض خالص، وتقرير شركة الاتصالات كمان أكد ان مفيش أي مكالمات تمت بينهم ولا أرقامهم متسجله على موبايلات بعض!، الحاجه الوحيده المشتركه بينهم هي سنهم، هما التلاته اتولدوا في نفس السنه!".
- " سيبك من كل التقارير اللي فاتت واعملي تحريات دقيقه عنهم من ساعة ما اتولدوا لحد ما ماتوا فأسرع وقت، ورتبلي لقاء ودي مع مدام إيمان أرملة المتوفي الثالث لأني متأكد انها مخبيه حاجه، شكلها مكانش طبيعي وقت التحقيقات الرسميه".
- "تحت أمرك يافندم!!".
ثم انصرف مغادراً في هدوء، عاد المقدم فارس إلى التقارير الموضوعه أمامه وأعاد قراءتها في تأني وهو يقارنها ببعضها علَّه يصل إلى شيء، أمسك بقلم ووضع خطاً تحت المعلومات التاليه:
الجثه الأولى:
أيمن محسن عبد التواب، 34 سنه، أعزب ، يعمل مهندس معماري ، يعيش بمفرده، محل الوفاة :شقته.
الجثه الثانيه :
طارق سعد أمين ، 34 سنه ، مطلق ، يعمل مدير تسويق في إحدى الشركات ، يعيش بمفرده، محل الوفاة: شقته.
الجثه الثالثه:
إبراهيم سامي عبد السلام، 34 سنه، متزوج، يعمل مدقق مالي بأحد البنوك، يعيش مع زوجته وطفله البالغ من العمر 6 سنوات، محل الوفاة شقته.
تنهد تنهيدةً عميقه وهو يصارع تلك الحيرة التي تعصف بذهنه، في محاولة يائسه لفك خيوط ذلك اللغز المحير، لكن لا يسعه سوى الانتظار!
*********************
في اليوم التالي ذهب لمقابلة مدام إيمان في منزل والدتها بعد أن أخبرها الرائد شريف برغبة المقدم فارس في الحديث معها، قابلته بوجه بارد، وبعد أن جلسا في غرفة الضيوف بادرته القول في عصبيه:
- " أنا قولت كل حاجه في التحقيق ومعنديش أي حاجه تانيه تتقال، أنا أصلاً كنت عند والدتي من قبل الحادثه ب 3 أيام و الشهود كلهم من الجيران و البواب أكدوا كلامي!".
نظر إليها المقدم فارس نظرةً ثاقبه وقال في ثبات:
-" اهدي شويه يا مدام إيمان محدش اتهمك بحاجه، أنا عارف كويس كل اللي اتقال في التحقيق ومعنديش أي شك فيه وإلا كنت استدعيتك بصوره رسميه، لكن أنا جاي أكلمك بشكل ودي لأني محتاج مساعدتك"
رفعت حاجبيها في دهشه قائلةً:
- "مساعدتي؟!".
- "أيوه زي ما عرفتي في اتنين كمان ماتوا بنفس الطريقه قبل أستاذ إبراهيم الله يرحمه بأيام، اللي الرائد شريف وراكي صورهم وانتي نفيتي أي صله بينهم وبين المرحوم، أنا متأكد ان اللي قتلهم واحد!"
وجلس يراقب ردة فعلها بتمعنٍ شديد وهي تصرخ في فزع:
- "قتلهم؟؟؟ بس هما بلغوني ان إبراهيم انتحر!"
- " عندي سبب قوي يخليني أقولك انه اتقتل ما انتحرش، بس مش هقدر أقولهولك غير لما تساعديني الأول عشان أقدر أوصل للي قتله".
دخلت في وصله من البكاء الهيستيري وقد بدا عليها الإنهاك العصبي الشديد من كل ما مرت به منذ يوم الحادث، فقرر المقدم فارس تركها لترتاح، فوقف قائلاً:
- " طيب يا مدام إيمان أنا هسيبك دلوقتي ترتاحي وياريت لو افتكرتي أي حاجه فأي وقت تكلميني علطول، ده الكارت بتاعي".
ثم استدار استعداداً للانصراف وبعد عدة خطوات استوقفه صوتها وهي تقول:
- " استنى يا سيادة المقدم في حاجه مهمه عاوزه أقولهالك!!!!!!!!!!".
يتبع..................
============
اقرأ أجزاء قصة الضحية الرابعة كاملة للكاتبة / مها سيد عبد الرحمن
ليست هناك تعليقات