حاجة الموتى لدعاء الأحياء لقد ورد عن أبي قلابة ، أنه رأي ميتا في نومه ، فقال له : جزى الله أهل الدنيا خيراً ، أقرئهم منا السلام...
حاجة الموتى لدعاء الأحياء
لقد ورد عن أبي قلابة ، أنه رأي ميتا في نومه ، فقال له : جزى الله أهل الدنيا خيراً ، أقرئهم منا السلام ، فإنه يدخل علينا من دعائهم نور أمثال الجبال .
وقال ابن أبي الدنيا : حدثنا أبو عبد الله بن بجير ، قال : حدثني بعض أصحابنا ، قال : رأيت أخا لي في النوم بعد موته ، فقلت : أيصل دعاء الأحياء ؟ قال أي و الله ، يترفرف مثل النور ثم نلبسها .
وروي بإسناده ، عن بشار بن غالب البحراني ، قال : رأيت رابعة العدوية في منامي و كنت كثير الدعاء لها ، فقالت لي : يا بشار بن غالب هداياك تأتينا على أطباق من نور ، مخمرة بمناديل الحرير. قلت و كيف ذلك ؟ قالت: وهكذا دعاء المؤمنين الأحياء إذا دعو للموتى فاستجيب لهم ، جعل ذلك الدعاء على أطباق النور و خمر بمناديل الحرير ، ثم آتي به إلى الذي قد دعي له من الموتى ، فقيل : هذه هدية فلان إليك .
و بإسناده عن بشر بن منصور ، قال : كان رجل يختلف إلى الجبان زمن الطاعون ، فيشهد الصلاة على الجنائز ، فإذا أمسى وقف على باب المقابر ، فقال : آنس الله وحشتكم و رحم الله غربتكم و تجاوز عن سيئاتكم و قبل الله حسناتكم لا يزيد على هؤلاء الكلمات .
قال فأمسيت ذات ليلة فانصرفت إلى أهلي و لم آت المقابر ، فأدعو كما كنت أدعو ، قال : فبينا أنا نائم إذا أنا بخلق كثير قد جاءوني، قلت : وما جاء بكم ؟
قالوا : إنك كنت عودتنا منك هدية عند انصرافك إلي أهلك ، قلت : وما هي ؟ قالوا : الدعوات التي كنت تدعو بها قال : فقلت : إني أعود لذلك فما تركتها بعد .
وبإسناده عن أبي سفيان بن عيينة ، قال : الأموات أحوج إلى الدعاء من الأحياء إلى الطعام و الشراب .
وبإسناده له ، عن بعض المتقدمين ، قال : مررت بالمقابر فترحمت عليهم ، فهتف بي هاتف : نعم ، فترحم عليهم فإن فيهم المهموم و المحزون .
منقوول من كتاب عذاب القبر و نعيمه للحافظ أبي الفرج الحنبلي
ليست هناك تعليقات