السمح بن مالك الخولاني وخاتمة السعادة عندما تولى أمير المؤمنين سيدنا عمر بن عبدالعزيز الخلافة فى عام (٩٩هج الموافق ٧١٩م) قام بتعديلات أ...
السمح بن مالك الخولاني وخاتمة السعادة
عندما تولى أمير المؤمنين سيدنا عمر بن عبدالعزيز الخلافة فى عام (٩٩هج الموافق ٧١٩م) قام بتعديلات أثرت فى كل العالم الإسلامي فملأ الأرض عدلاً بعد أن سادها الظلم والقهر فاختار ولاته وعماله من أهل الصلاح والتقوى؛ وإنتدب لولاية الأندلس واليا من نوع خاص قل نظيره بين أهل زمانه هو :
(السمح بن مالك الخولاني) رفيق دربه وجهاده ٠
كان أول عهد الخليفة الراشد سيدنا عمر بن عبدالعزيز بالسمح بن مالك الخولاني فى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد تلقوا علومهم عن كبار الصحابة نذكر منهم (سيدنا أنس بن مالك؛ وجابر بن عبد الله الأنصاري) وتنقلوا بين بيوت الصحابة والتابعين؛ ونهلوا من معين الإمام الجليل (علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب؛ والحسن البصري) فخرج كتاب الخليفة الراشد للسمح بن مالك الخولاني بولاية الأندلس فى عام (٩٩هج الموافق ٧١٩م) فوصل السمح بن مالك إلى الأندلس وعدل ميزانها وأعاد التوازن بين القبائل فإهتم بالعمران من جهة ومواصلة الفتوحات من جهة أخرى فأنشأ واحدة من أضخم القلاع فى أحواز إشبيلية القلعة التى حملت إسمه (قلعة خولان؛ الخولاني) وشيد قنطرة قرطبة الشهيرة التى حملت إسمه فى عام (١٠١هج الموافق ٧٢٠م) أما على صعيد الفتوحات وحديث الغزو والجهاد فقد وحد جميع أطراف الأندلس وسيطرت قواته على جنوب فرنسا؛ بعد أن فتح العديد من مدن فرنسا منها (سبتمانية؛ أربونة؛ قرقشونة)
ثم توجه نحو طولوشة قاعدة أقطانيا وفى طريقه إلى قرطبة كمنت له قوات عسكرية هائلة مدججة بالسلاح مثقلة بالحديد تفوق قوات المسلمين بعشرات الأضعاف يقودها (أودونيو) أمير أقطانيا؛ فقاتل السمح بن مالك الخولاني قتال الأبطال لم تخفه الكثرة وهو المقاتل الجسور؛ والسيد الحصور الفارس الصبور؛ العالم الصادق؛ الصائم القائم التقي الورع؛ فلم يهن ولم يستكن؛ وكان يكر وهو راكب على فرسه يضرب بالسيف يمنة ويسرة؛ فلما كثر الضرب على فرسه ترجل عنه وأطلقه وهو الكريم إبن الكرام؛ ولما إشتد القتال سقط جناب الوالي المجاهد السمح بن مالك الخولاني شهيداً فى سبيل الله تعالى لينال فى هذه الدنيا ماتتمنى ليلتحق بصاحبه خامس الخلفاء الراشدين سيدنا (عمر بن عبدالعزيز) فى زمرة النبي الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وأصحابه الراشدين الأربعة أئمة الهدى رضوان الله عليهم أجمعين فى عام (٩ ذي الحجة فى ٧٢١م) فقام القائد المجاهد رفيق السمح بن مالك وسيدنا عمر بن عبدالعزيز بسحب القوات بنجاح إلى (سبتمانيا) وأنقذهم من الإبادة بعدما تشتت شمل جنود المسلمين ٠
رحم الله السمح بن مالك الخولاني؛ وهنيئا له الشهادة فى سبيل الله تعالى وما أعظمها من ميتة جمعت عز الدنيا وسعادة الآخرة؛ فليت كل ولاة المسلمين تركوا ماخولهم الله تعالى من متاع الدنيا الزائل وتوجهوا إلى الله بإخلاص وقلب حاضر؛ ليكون لأمتنا ماتستحق من العزة والكرامة ٠
المصادر :
البداية والنهاية لإبن كثير ٠
سير أعلام النبلاء للذهبي
ليست هناك تعليقات