يختص برحمته من يشاء سبحان الله العلي العظيم اثار مشهد هذا الرجل شجوني وشعرت كما لو كانت الكعبة كلها أخليت من أجله من اس...
يختص برحمته من يشاء
سبحان الله العلي العظيم
اثار مشهد هذا الرجل شجوني
وشعرت كما لو كانت الكعبة كلها أخليت من أجله
من اسمه؟ لا أحد يعرف على وجه الدقة
ما منصبه ؟ من الواضح أنه عامل بسيط من عمال الحرم
ما بلده؟ يعلم الله سبحانه
ولكن الله عز وجل يعرفه
يعرف اسمه ونسبه
يعرف بلده ومن اين جاء والى اين يمضي
والاهم أنه يعلم ما في داخله مما يؤهله أن يكون في هذا المكان الآن
فقيمة الانسان ليست بتقييمه عن الناس
بل قيمته بمقداره عند الله سبحانه
فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ : " مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٍ : ( مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا ؟ )
فَقَالَ : رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ ، هَذَا وَاللَّهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا ؟ )
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ ، هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لاَ يُنْكَحَ ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لاَ يُشَفَّعَ ، وَإِنْ قَالَ أَنْ لاَ يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا ) .رواه البخاري
اي هذا الفقير خير من ملئ الارض من هذا الغني
فقد يوجد بيننا من قد لا يجد لقمة تسد جوع بطنه
او لا يجد مكانا يؤويه
او لا يجد قماشا يستر به جسده
ويكون عند الله خيرا من ملئ الارض من اشخاص كثيرين لا يأبهون له ولا يقدرونه قدره
وظل موسى بن عمران كليم الله والرسول المرسل وهو خير أهل زمانه بلا خلاف
ومعه الخضر الذي جاء ليتعلم منه موسى بامر من الله سبحانه
ومعهما الثالث ان كان صحبهما وهو الفتى في ذلك يوشع بن نون وهو النبي الذي بعثه الله بعد موسى واخيه هارون عليهما السلام
ظل ثلاثتهم جوعى لا يجدون من يقدرهم قدرهم ولا ينزلهم منازلهم حتى اضطروا أن يطلبوا الطعام بأنفسهم " فاستطعما أهلها" ولكن لم يسمح أهل القرية لهم لا بطعام ولا بشراب ولا بظل يستظلون فيه باي نوع من الضيافة " فأبوا أن يضيفوهما" وهو غرباء عن هذه المدينة
ان تقييم الناس للعبد قد يختلف تماما عن تقييمه عند الله
فلا تحزنوا من ردود افعال البشر لأنكم ما زلتم في الدنيا
يحيي البوليني
يحيي البوليني
ليست هناك تعليقات